المناهج العنصرية الإسرائيلية، وتمجيد القتل

المناهج العنصرية الإسرائيلية، وتمجيد القتل

  • المناهج العنصرية الإسرائيلية، وتمجيد القتل

اخرى قبل 2 سنة

 

المناهج العنصرية الإسرائيلية، وتمجيد القتل

بكر أبوبكر

 

في دراسات متعددة نجد إشارة لكتب المطالعة المقررة رسميا للطلبة الإسرائيليين (غير العرب) من الصف الاول حتى الصف الثامن المسماة (قراءات اسرائيل) وكتاب (قراءات اسرائيل الحديثة) هذا يتبين للباحثين فيه وجود كم هائل من عبارات التحقير والاوصاف غير الانسانية المتوحشة للعرب والفلسطينيين.

في حقيقة الامر أن العنصرية والكراهية تبدأ من تربية الأطفال على الاعتقاد العنصري بأنهم "شعب الله المختار"، ويجب عليهم أن يتصرفوا على هذا الأساس، فيبدؤون النظر إلى أنفسهم بطريقة فوقية استعلائية، ويعتبرون سائر الشعوب غرباء (أغيارا). والى ذلك يتم تدريب الأطفال على السلاح خاصة في داخل المستعمرات/المستوطنات على أرضنا والتي يرى الجميع صورها في كل مكان على الشابكة (انترنت).

وفي دراسة عبدالقادر فارس لمجلة رؤية عام 2001 يرى أن فلسفة العنصرية في الكيان الصهيوني مستمدة أساسًا من الحركة الصهيونية الاستعمارية، ثم من الديانة اليهودية، ومن عنصرية البناء في الدولة الصهيونية القائمة، ومن استلهام الحضارة الغربية.

وتستند هذه الفلسفة على معالم خمسة هي فلسفة الاضطهاد وفرية "القومية اليهودية"، وارتباط الدين بالقومية اليهودية المزعومة بالحركة الصهيونية، وفلسفة العدوانية والعنصرية، وعلى اللغة العبرية.

إن هذه المعالم أعلاه لفلسفة التربية عند اليهود والحركة الصهيونية يتم تبنيها[1] على الأسس التالية:

1ـ أن اليهود أمة واحدة. (تاريخيا تم إبطال هذه المقولة الباطلة كامة او شعب لمراجعة كتاب: اختراع "الشعب" اليهودي واختراع "أرض" إسرائيل للكاتب الإسرائيلي شلومو ساند)

2ـ أنه يجب أن تعاد صياغة هذه الأمة وفق الثقافة اليهودية والروح الدينية اليهودية.

3ـ إن اليهود هم "شعب الله المختار"، وأنه يجب أن يتصرفوا على هذا الأساس.[2]

4ـ أرض "إسرائيل" وطن هذه الأمة، ولا بد من العودة إلى هذا الوطن والارتباط به.

5ـ لأجل المحافظة على دولة "إسرائيل"، يجب اتباع القوة، وأن يكون المجتمع عسكرياً.

ويمكننا الرجوع لكتاب صورة الاسلام والعرب في المناهج الاسرائيلية- القدس قلب الصراع للكاتب الدكتور محمود عبد المجيد عساف الصادر عام 2020م.

ودعونا نعرج على كتاب إسرائيلي بعنوان "صور من حياة المدرسة" من تأليف الباحثان الدكتور عيدان يارون والبروفسور يورام هارباز.[3] حيث يستند هذا الكتاب إلى مشاهدات أنثروبولوجية قام بها يارون على مدار ثلاث سنوات في مدرسة ثانوية في وسط "إسرائيل".

حيث وصف يارون هذه المدرسة بأنها "مدرسة متوسطة" تعكس الأجواء العامة في المدارس الثانوية اليهودية في "إسرائيل". و من فصل في الكتاب، مخصص لمظاهر الطائفية والقومية والعنصرية، يورد أقوال تلاميذ عدة ومنه أقوال تلميذة في الصف العاشر نعرضها كنموذج لزملائها العنصريين الآخرين حيث تقول: "العرب بالنسبة لي هم شيء لا يمكنني رؤيته ولا تحمله. وأنا عنصرية جدا. وجئت من بيت عنصري. وإذا أمكنني خلال خدمتي العسكرية أن أطلق النار على أحدهم، فإنني لن أفكر مرتين. وأنا مستعدة لأن أقتل بيدي هاتين أحدا ما، وهذا سيكون عربيا. وتعلمت من خلال تربيتي أن تربيتهم هي أن يكونوا مخربين، وأنه لا ثقة بهم. وأسكن في منطقة عرب، وأرى هؤلاء الإسماعيليين يوميا، يمرون في محطة الحافلات ويصفرون. وأتمنى لهم الموت". وقال تلميذ آخر إن "العرب هم عماليق، وهناك فريضة بقتلهم كلهم".

أما إذا أجلنا النظر قليلًا بعيدا عن التربية والمناهج واستمعنا للتصريحات السياسية او العسكرية او الدينية الصهيونية فسنجد القوانين العنصرية بالعشرات مرفوقة بالتصريحات بالآلاف التي تنضح بالعنصرية والحقد والعداء عدا عن الممارسات العدوانية الإرهابية اليومية التي لاتتوقف وهذا سفر كبير.

ودعونا نختم كمثال فاقع حتى للعميان بما قرّرت سلطات الاحتلال في مدينة "جفعات شموئيل"، شرقي تل أبيب، إذ منحت هذه المدينة الصهيونية جائزة للحاخام إسحاق جزنبرغ، الذي يحرض علناً على أي عمل يفضي إلى قتل العرب، فيما ذكرت قناة الاحتلال المرئية[4] أنّ بلدية المدينة المحتلّة، قرّرت منح جائزة "الإبداع اليهودي" (؟!) لجزنبرغ، مؤلف كتاب "تبارك الرجل"، الذي امتدح فيه الإرهابي باروخ غولدشتاين، الذي نفذ المجزرة التي استهدفت فلسطينيين يؤدون صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي في 25 فبراير/شباط 1994، وأسفرت عن مقتل 29 منهم وإصابة عشرات آخرين.

نقول لمن ينظر الينا بنصف عين أو بآذان صماء من الاوربيين أو غيرهم أن تمحصوا بالسلوك الصهيوني اليومي وبالمناهج التربوية الإسرائيلية.

ونقول إن كنتم تفهمون الانصاف والحق والعدل اتجهوا لتغيير المناهج التعليمية العنصرية الصهيونية المغرقة بالكراهية للآخر لدى الكيان الإسرائيلي المحتل.

ولينزاح هذا الاحتلال البغيض عن صدر فلسطين وأرضها وشعبها، وحينها تتدخل القوانين الانسانية ويختلف النظر الإسرائيلي نحو الفلسطيني صاحب الأرض والحقوق ، ما قد يتغير معه المسلك العدواني الصهيوني اليومي فيعكس ذاته في الجانب الثقافي عامة والفلسطيني خاصة ، والا فإن الشعب المقاوم لن يقبل الاملاءات كما لا يقبل الاستعمار ولا الاحتلال ولا العنصرية.

نختم هنا لنتقدم بالشكر لجرس الدكتور عدنان ملحم الذي سمعناه بمحبة، و نتمنى أن يسمع ذوي القرار، ونضم صوتنا الى صوته ونتفاعل بهذا الملف الحركي مع فكرته المثارة ومادتين مرفقتين حول الموضوع. (هذا الجزء الثاني من مقالة: المناهج التعليمية العنصرية الإسرائيلية

الحواشي:

1حسب الباحث عبدالقادر فارس في بحثه بمجلة رؤية العدد 9 للعام حزيران 2001

2 حاشا لله أن يكون عنصريا او تاجر عقارات يمنح أرضا لقوم أو قبيلة هكذا جزافًا فيما أن الامر كله بالدين مرتبط بالتقوى وهي المقياس وليس القبيلة أو القوم مما فيه عديد الآيات القرىنية التي تكذب دينيا هذه المقولات، عدا عن أن الدول لا تبنى على أساطير لا قيمة تاريخية لها مما ورد في التناخ.

3 كما ورد في ملحق المشهد لمركز مدار للدراسات الإسرائيلية في 19/8/2014م

4 من مقال في صحيفة العربي الجديد المعنون: جائزة إسرائيلية لحاخام يحرض على قتل العرب في 18 يوليو 2019

 

#بكر_أبوبكر

 


[1] حسب الباحث عبدالقادر فارس في بحثه بمجلة رؤية العدد 9 للعام حزيران 2001

[2] حاشا لله أن يكون عنصريا او تاجر عقارات يمنح أرضا لقوم أو قبيلة هكذا جزافًا فيما أن الامر كله بالدين مرتبط بالتقوى وهي المقياس وليس القبيلة أو القوم مما فيه عديد الآيات القرىنية التي تكذب دينيا هذه المقولات، عدا عن أن الدول لا تبنى على أساطير لا قيمة تاريخية لها مما ورد في التناخ.

[3] كما ورد في ملحق المشهد لمركز مدار للدراسات الإسرائيلية في 19/8/2014م

[4] من مقال في صحيفة العربي الجديد المعنون: جائزة إسرائيلية لحاخام يحرض على قتل العرب في 18 يوليو 2019


 

 

التعليقات على خبر: المناهج العنصرية الإسرائيلية، وتمجيد القتل

حمل التطبيق الأن